إنّ نظرتنا إلى الحياة ستبقى نظرةً ناقصة ما دمنـا ننظر إليه منْ وجهة نظرنا كبشـر فقط ، دون الأخذ بعين الاعتبار ، ماذا تعني الحياة بالنسبة للمخلوقات الأخرى التي تُشاركنا العيش على هذه الأرض ؟
فقـد أوضح لنا القرآن الكريم أنّ المخلوقات الأخرى لا تقلّ شـأناً عن البشـر , قال تعالى {وما من دابة في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ ثم إلى ربهم يحشرون} [الأنعام38] .
و قـد أوضح القرآن الكريم أيضاً أنّ هذه المخلوقات تقوم بدراسـات معقّدة وشاملة عن الإنسان ، فقـد قال طائر الهـدهـد إلى سليمان عليه السلام {أحطت بما لم تحط به } [النمل 22] .
والإحاطة هنا تعني شمولية المعلومات "و منه كلمة المحيط ، لأنّه يُحيط باليابسة" .
وهذا الهدهد قام بدراسة مفصّلة عن سكّان مدينة سبأ في اليمن ، حيث عرف (اسم المدينة) وعرف أنّ الحال هو (ملكة) وعرف أنّ لها ممتلكات عظيمة وكأنّه عمل (جرْداً) على ممتلكاتها .
وعرف الهدهد أيضاً نوع العبادة التي يقومون بها ، وعرف مقدار سيطرة (الشيطان) عليهم , فقال لسليمان :{وجئتك من سبأٍ بنبأٍ يقين (22) إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كل شيءٍ ولها عرشٌ عظيم (23) وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم} [النمل22-24] فهل هذه معلومات حيوان أمْ بــاحث عبقري .
كذلك قامت النملة بمعرفة اسم قائد الجيش وأنّ الذي قادم هو (جيش) وليس قافلة تجارية , {قالت نملةٌ يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحْطمنّكم سـليمان وجنـوده وهـم لا يشعرون} [النمل18] .
وكذلك تقييم الأعمال هو (نسـبيّ) بين الله وبين الناس قال تعالى {تحسـبونه هـيّنـاً وهو عند الله عظيم} [النور15] .
ويُعتبر موضوع موسى مع الخضْر في سورة الكهف من أهمّ الأمور النسبية في القرآن ، فما كان (بالنسبة) إلى موسى أخطاء بلْ وجرائم يقوم بها الخضْر ، كانت هذه الأمور (بالنسبة) إلى الخضر أحداثاً عاديّة يُنفّذها بناءً على(أوامر عُـليـا) .. انتهى .
النسبية في القرآن الكريم ( الجزء الثاني ) من مواضيع المهندس علي منصور كيالي المنشورة في صفحة الباحث م. علي منصور كيالي على الفيس بوك
هل تريد التعليق على التدوينة ؟