صندوق التنبيهات أو للإعلان

,

الداعية الإسلامي أحمد ديدات Ahmed Deedat

تعليق واحدالسبت, يناير 19, 2013, مرسلة بواسطة أمـاس
 بسم الله الرحمن الرحيم .. أولاً أود لفت عناية متابعي وقراء مدونة أماس إلى أن هذا الموضوع طويل قليلاً ولكنه يستحق المتابعة .. كونه يتحدث عن أعظم داعية إسلامي في القرنين العشرين والواحد والعشرين والتي لم تنجب مثله بطن أم .

إنه الداعية الإسلامي الذي نذر نفسه ليكون سفيرًا للإسلام حول العالم , وجعل هدفه نشر الهداية والتعريف برسالة الإسلام العالمية وتوضيح صورته الحقيقية التي يحاول الغرب تشويهها .

إنه الرجل الذي أحدث دويًّا هائلا في الغرب بمناظراته الشهيرة التي بدأ إذاعتَها على العالم كله منذ منتصف الثمانينيات ، والتي تميزت بالسهولة واليسر والمجادلة بالتي هي أحسن ، وبعدم تسفيه الآخرين ، وبإقامة جسور من الحوار والتبادل الثقافي والمعرفي البعيد عن التعصب والتطرف هذا هو المناظر الأعظم الشيخ / أحمد ديدات .

هو الشيخ الجليل / أحمد حسين ديدات ولد الشيخ أحمد ديدات في أول يوليو 1918م في بلدة تادكيشنار بإقليم سوارات الهندية , وأبويه مسلمان وكان أبوه يعمل بالزراعة ومن ثم قام بتغيير مجال عمله ليصبح خياطاً , ثم قام بالهجرة إلى جنوب أفريقيا مباشرةً بعد ولادة إبنه أحمد الذي صار شيخاً للإسلام , لحق الشيخ أحمد ديدات بأبيه عام 1927م بسبب صعوبة وجود فرص الدراسة في الهند , توفيت والدته بعد هجرته بشهور قليلة .

تربى الشيخ على مذهب أهل السنة منذ نعومة أظفاره , فلقد التحق الشيخ أحمد بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية وفي عام 1934 م.


وبفطرته وبما وهبه الله من ذكاء تعلم اللغة الإنجليزية وتفوق في دراسته وتوقف في الصف السادس بسبب ظروفه المادية المتدنية , وفي السادسة عشرة من عمره بدأ أول عمل له كبائع في متجر ثم تطور إلى متاجر كثيرة , وفي عام 1936 عمل في متجر يملكه مسلم الذي يقع بالقرب من معهد تعليم نصراني على ساحل ناتال الشمالي , ومن هنا بدأت ثورة غضبه على دينه حيث أشعلت الإهانات المستمرة ضد الإسلام من قبل المنصرين المتمرنين بالمعهد في نفس الشيخ الرغبة في إبطال إدعاءاتهم الباطلة

حيث توافق ذلك مع حصول الشيخ ديدات على كتاب إظهار الحق لمؤلف هندي جاور المدينة و دفن بها هو رحمة الله الهندي ، وهذا الكتاب هو الذي فتح آفاق أحمد ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المحرفة .

فكان لفكرة إقامة المناظرات أثرٌ عميقٌ عند أحمد ديدات ، ليترك لنا هذا المنهج الدعوى المبارك و الذي كان نتيجته أن أسلم على يديه آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام .

امتلك الشيخ ديدات أوَّل كتاب إنجيلٍ له ، وقام بدراسته جيداً وبدأ يقيم المناظرات والمناقشات مع المنصِّرين المتمرِّنين بالمعهد القريب ، ولم يتوقَّف - بعدما كانوا ينسحبون سريعاً من مواجهة براهينه القاطعة عند ذلك- بل تعدَّاه لدعوة معلِّميهم وكذلك القساوسة في المناطق المحيطة.

في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول بعنوان(ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم)ثم نشر بعد ذلك أحد أبرز كتيباته(هل الكتاب المقدس كلام الله).

وفي عام 1959 م توقف أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد , وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي مثل ( كلارك , جيمي سواجارت , أنيس شروش) .

وقد كانت مناظرته الأولى والشهيرة عام 1977م في قاعة ألبرت هول (الملكية بلندن) ثم بعد عام بمناظرة القس الأميركي المليونير "جيمي سويجارت " التي سجلت على أشرطة فيديو ونشرت حول العالم , ثم جاءت مناظرته الشهيرة "هل صُلب المسيح؟" التي ناظر فيها بنجاح الأسقف جوسيه ماكدويل في ديربان عام 1981م. وفي عام 1988م ناظر القس العربي "أنيس شرش" في قاعة بيرمنجهام بلندن , ودعا رمز أوربا الديني بابا الفاتيكان لمناظرة بينهما، إلا أن الأخير رفض ذلك ، برغم تشدقهم بالحوار والديمقراطية وحرية الرأي .

كان العضو المؤسِّس الأوَّل للمركز الدوليِّ لنشر الإسلام "معهد السلام لتخريج الدعاة" "IPCI"،بمدينة  ديربن بجنوب إفريقيا والذي أصبح رئيساً له .

سافر الشيخ إلى باكستان عام 1949م لكي يجمع مبلغاً يفيض عن حاجته لينفقه في الدعوة , وكان عليه أن يسافر وفعلاً مكث في باكستان لمدة ثلاث سنوات .

تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً حيث كان يعمل في مصنع للنسيج وبعدها كان لابد من العودة إلى جنوب أفريقيا وإلا فإنه سيفقد تصريح الإقامة بها , وعندما عاد إلى ديربان أصبح مديرًا لنفس المصنع الذي سبق أن تركه قبل سفره ومكث حتى عام 1956م يعد نفسه للدعوة إلى الدين الحق.

نشر الكثير من نجاحاته في المناظرات مع القساوسة حول الإنجيل ،  مُنح أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 م و أعطي درجة " أستاذ" .

ويعتبر الداعية أحد أكثر المتعمقين في نصوص الأناجيل المختلفة فهو عالم مسلم في الأنجيل المسيحى .

أطلِقت عليه العديد من الألقاب ومنها : (قاهر المنصِّرين , الرجل ذو المهمَّة ) .

أسس معهد السلام لتخريج الدعاة ، وفي عام 1996م بعد عودة الشيخ من أستراليا بعد رحلة دعوية مذهلة أصيب الفارس الضرغام بمرضه الذي أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات .


حيث أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996م بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة ، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته , وبعد عودته من استراليا في رحلة دعوية أصيب بجلطة في الدماغ .

وفي صباح يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426هـ فقدت الأمة الإسلامية الداعية الإسلامي الكبير الشيخ المجاهد / أحمد ديدات رحمه الله وتغمده بواسع رحمته .




تعديل الرسالة…

تعليق واحد على { الداعية الإسلامي أحمد ديدات Ahmed Deedat }

w zaid يقول...
الاثنين, مايو 20, 2013 11:29:00 ص [حذف]

رحمك الله ياشيخ احمد ديدات
وجازاك كل الخير عن ماقدمته في حياتك للإسلام والمسلمين

هل تريد التعليق على التدوينة ؟

  • من فضلك عند التعليق التزم بالتالي:
  • -محاولة التعليق باللغة الفصحى قدر الامكان
  • -التعليق حول الموضوع وعدم الخروج عنه